شبكــة منتـــديات عائلـــــة أبــــو هاشــــم العـــــواودة

أهلا و سهلاً بك زائرنا الكريم في شبكة منتديات عائلة أبو هاشم
نحن في شبكة منتديات عائلة أبو هاشم .. نفتش معا .. نبحث عن الحقيقة في جوف الأرض أو كبد السماء ..
المدير العام لشبكة منتديات عائلة أبو هاشم
فارس طه حسن أبو هاشم



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شبكــة منتـــديات عائلـــــة أبــــو هاشــــم العـــــواودة

أهلا و سهلاً بك زائرنا الكريم في شبكة منتديات عائلة أبو هاشم
نحن في شبكة منتديات عائلة أبو هاشم .. نفتش معا .. نبحث عن الحقيقة في جوف الأرض أو كبد السماء ..
المدير العام لشبكة منتديات عائلة أبو هاشم
فارس طه حسن أبو هاشم

شبكــة منتـــديات عائلـــــة أبــــو هاشــــم العـــــواودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شبكــة منتـــديات عائلـــــة أبــــو هاشــــم العـــــواودة

شبكة منتديات عائلة ابو هاشم العواودة ... منتديات تتضمن لكل ما يخص أمور و شؤون العائلة و للحوار الحر الملتزم في الفكر الإسلامي والحوار والأسرة والصحة وعلوم الكمبيوتر الحديثة والترفيه الملتزم

شبكة منتديات عائلة أبو هاشم ترحب بكم و تتمنى لكم قضاء وقت سعيد في منتدانا الغالي ... مع تحيات مدير الموقع...   فارس طه حسن ابوهاشم

تعلن شبكة منتديات عائلة أبوهاشم عن حاجتها لمشرفين و مراقبين للموقع على من تتوفر لديه الرغبه و القدرة مراسلة الادارة على الأيميل التالي :farestaha@hotmail.com

أبو هاشم  ربعي هلا السيف والنار ... من روس روس العرب والقبايل ... صغيرنا له مجلس بين الكبار ... كبيرنا متعب ظهور الاصايل

صفحتي الأولى

المــديـر العـــــــام
فارس طه حسن أبو هاشم

اختار لغة المنتدى

أختر لغة المنتدى من هنا

انت الزائر رقم



 روايه مواجع الشتات - الجزء 6 Counter

اشترك معنا ليصلك جديدنا

ادخل عنوانك البريدي (الايميل ) بالمربع ادناه ليصلك جديدنا ثم أضغط Subscribe

Delivered by FeedBurner

المواضيع الأخيرة

» كلام جميل
روايه مواجع الشتات - الجزء 6 I_icon_minitime2017-07-09, 06:40 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم

» عضو من عائلة أبو هاشم بمصر
روايه مواجع الشتات - الجزء 6 I_icon_minitime2017-07-08, 18:28 من طرف Hany

» مربعانية الشتاء
روايه مواجع الشتات - الجزء 6 I_icon_minitime2017-07-08, 08:59 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم

» ونذرت شعري للمسرى
روايه مواجع الشتات - الجزء 6 I_icon_minitime2017-07-08, 08:57 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم

» عايد أبو فردة يشهر كتابه «ديوان السامر الفلسطيني»
روايه مواجع الشتات - الجزء 6 I_icon_minitime2017-07-08, 08:54 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم

» "وادي الكلاب".. خربة لا ترى النور ---- قرية الصرة
روايه مواجع الشتات - الجزء 6 I_icon_minitime2017-07-08, 08:26 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم

» طموح مواطنو قرية الصرة في دورا - الخليل
روايه مواجع الشتات - الجزء 6 I_icon_minitime2017-07-08, 08:20 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم

» دعاء لشهر ذي الحجة 1437
روايه مواجع الشتات - الجزء 6 I_icon_minitime2016-09-03, 20:29 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم

» صورة وجهاء عائلة أبو هاشم
روايه مواجع الشتات - الجزء 6 I_icon_minitime2016-09-03, 19:53 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم

» اثناء العمل ... فارس طه ابو هاشم
روايه مواجع الشتات - الجزء 6 I_icon_minitime2016-09-03, 19:14 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 2267 مساهمة في هذا المنتدى في 1271 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 251 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو اسلام ابو هاشم فمرحباً به.

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 268 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 268 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 385 بتاريخ 2024-10-29, 19:16

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    روايه مواجع الشتات - الجزء 6

    إدارة منتدى عائلة أبوهاشم
    إدارة منتدى عائلة أبوهاشم
    فـارس طــه حسـن أبو هاشــم
    المدير العام لشبكة منتـديات عائلـة أبو هاشـم و مؤسـس المنتـدى

    فـارس طــه حسـن أبو هاشــم المدير العام لشبكة منتـديات عائلـة أبو هاشـم و مؤسـس المنتـدى


    الابراج : القوس نقاط : 32074
    عدد المساهمات : 471
    تاريخ التسجيل : 14/09/2009
    العمر : 43
    الموقع : www.abuhashem.ahlamontada.net

    روايه مواجع الشتات - الجزء 6 Empty روايه مواجع الشتات - الجزء 6

    مُساهمة من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم 2010-07-11, 03:15

    ـ كيف لا يعنيك وهناك ملايين الفارين من ظلمه؟ ملايين المشردين في أصقاع الأرض كافة!؟ حاكم باغ طاغية يقتل بكل دم بارد حتى أقرب المقربين إليه.
    ـ لكنه صنع عراقاً قوياً. جيشه وقف في وجه إيران ثماني سنوات. صناعته تطورت. اقتصاده ازدهر. وهو الآن قوة حقيقية يحسب لها ألف حساب.
    ـ وماذا يهم إن ربحت الدنيا وخسرت نفسك؟ سأل باقر بكثير من الحدة.
    ـ أنت لا يهمك إلا نفسك. كلكم لا تفكرون إلا بأنفسكم. أنا أعرفكم. مصلحتكم وحسب. أما الوطن، المصلحة العامة...
    ـ ماذا تقول يا رجل؟ قاطعه باقر بحدة أشد. رجل يبغي ويطغي وتدافع عنه؟ يقتل، يسجن، ينفي، يشرد وتدافع عنه؟
    ـ كلهم كذلك، في الوطن العربي كله الحكام كذلك، أم هناك حكم ديمقراطي يوفر الحرية والكرامة للمواطن في أي بلد من بلدانه؟ الفرق هو أن نظام الحكم في بغداد يبني لا يهدم، يحافظ على ثروات وطنه لا ينهبها.
    ـ يا جماعة!! يا جماعة!! صاح يسار وقد أنهى كأس شايه وسيجارته. تريدون أن نمضي السهرة كلها في هذا النقاش العقيم؟
    لكن صفارة الإنذار وحدها هي التي أوقفت ذلك النقاش العقيم، فقد انطلقت فجأة مدوية منذرة، فيما ملأ الليل كله هدير طائرات ودوي انفجارات. أسرع الرفاق جميعاً إلى الملجأ الكبير الغائص في عمق التلة. هناك راحوا يستمعون للدوي والهدير، كانت المعركة تدور في الجنوب والغرب، وكان الإسرائيليون يردون على عملية جريئة قام بها الفدائيون قرب قلعة الشقيف. ساعتين ظل الدوي والهدير، وساعتين ظل الترقب والخوف، فمن يعلم متى تمتد العصا الإسرائيلية إليهم، هي التي لا توفر فرصة لضرب الفدائيين؟
    كان باقر يعلم أن العمل الفدائي دخل عنق الزجاجة منذ زمن طويل وأن الضربات التي تلقاها واحدة إثر الأخرى كانت أكثر من قاصمة للظهر إذ كان لا يفتأ يردد "إيه يا أيام العز!! ما أروع العمل الفدائي والدهر مقبل عليه!!" فحين غادر العراق هارباً من النظام، كان العالم كله ما يزال ميدان قتال للفدائيين، العالم كله يفتح عينيه إعجاباً بهم وكان رجال المقاومة يصولون ويجولون: في الداخل، في الخارج، في لبنان، في الغور، بل حتى في ملاعب زيوريخ وسماوات الدنيا السبع. إسرائيليون يقتلون في ملاعب أوروبا، إسرائيليون يسقطون صرعى وهم في مزارعهم، مدنهم، قراهم، طائرات تخطف ليدب الهلع في أوصال إسرائيل كلها وتنطلق الصرخات والزعقات من رجالها ونسائها. لقد كانوا يتوقعون كل شيء إلا أن يفيق مارد علاء الدين ويحطم القمقم الذي أحكموا سده.
    كان بحر المقاومة في حالة مد، والناس لا يحبون كالمد. من اليابان، أوروبا، أمريكا، إفريقيا، المقاومة تستقطب أنصار الحرية، المدافعين عن استقلال الشعوب وكرامتها، فكيف لا تستقطب باقراً نفسه؟ جاء إلى قيادة الجبهة، وضع نفسه تحت تصرفها، فدربوه. أشهراً ستة ظل في ميادين التدريب، على السلاح، على القتال القريب، القتال البعيد، أساليب الكر والفر، حرب العصابات، كلها تدرب عليها ثم بدأ التنفيذ. خمس عمليات شارك فيها، من غور الأردن وحتى الناقورة. كان مسرح العمليات واسعاً. في العرقوب نفسه قام بعملية يفخر بها. ثلاثة جند صهاينة قتل يومذاك وتناقلت إذاعات العالم كلها خبر العملية الجريئة لكن دون أن يعلم أحد أنه هو باقر عبد الوهاب التنكجي القادم من عراق العرب قد قام بتنفيذها.
    منذ الاجتياح الإسرائيلي للبنان حل الجزر الشديد. أرائيل شارون سدد ضربة قاتلة للمقاومة، حسرها عن الجنوب، أبعدها عن الحدود حيث كانت ضربات المقاومة توجعه، بل حاصر حتى بيروت ولم يفك الحصار إلا وقد حزمت المقاومة أمتعتها راحلة إلى الغرب منفية من جديد إلى حيث يحرم عليها القتال والمقاومة. جبهة باقر ظلت في الشرق. منظمتان أو ثلاث أخريات ظلت في الشرق، حيث أيضاً كان الخناق يضيق، فأين يذهب باقر؟ أيعود إلى بغداد؟ إذن، فوهة الجحيم بانتظاره!! إلى موسكو؟ موسكو نفسها تغوص في الوحل. يوماً بعد يوم تغوص في الوحل. استونيا، ليتوانيا، لاتفيا، ألمانيا كلها تنفصل عنها، تتفرج عليها من بعيد ملوحة لها تلويحة الوداع وهي تغوص في الوحل، معسكرها الاشتراكي كله يتفكك جزءاً بعد جزء وقطعة بعد أخرى وهي تغوص في الوحل.
    بيرسترويكا غورباتشوف تتكشف يوماً بعد يوم عن أنها مؤامرة خطيرة: باسم الثورة على الخراب يحل الخراب، باسم إعادة البناء يمارس الهدم، فماذا يفعل باقر؟ يدخل فلسطين؟ يلحق بالانتفاضة والانتفاضة للأطفال، لمن هم في الداخل؟ باقر ليس طفلاً وليس هو في الداخل. باقر عراقي، جاء إلى المقاومة ذات يوم بهدف العودة إلى العراق لتحريره من دكتاتوره. نصب عيني باقر دائماً ذلك الدكتاتور، يشدد قبضته على العراق ويخنق كل من فيه. تلك هي المشكلة: كيف الخلاص من ذلك الطاغية؟ لكن استرداده للكويت لم يضع باقراً وحسب بل العرب كلهم في حيص بيص: تكره التجزئة وتؤيد الوحدة؟ إذن ستفرح لما فعل وتجد نفسك في صفه شئت أم أبيت. تقف ضده؟ إذن أنت في صف الإمبريالية والصهيونية، فأي مأزق أنت فيه؟
    لقد غدت الكويت فجأة محط أنظار العالم. الأنكلو أمريكان يصرخون طلباً لنجدتها والعرب يفضلون ترك المسألة لجامعتهم تحلها. أولئك يريدون تدويلها، وهؤلاء يريدون إبقاءها عربية صرفة. إعلام الأنكلو أمريكان نشط: صحفه، إذاعاته، تلفزيوناته، كلها سخرت للبكاء على الحمل الذي ذبحه الدكتاتور المستبد، لرثاء البلد الآمن الذي غدر به هتلر العصر الحديث، لمهاجمة حاكم بغداد المستبد ذلك الذي بات يشكل خطراً على العالم أشد من خطر الذرة والهدروجين.
    "يا حلفاءنا وأتباعنا، احظروا نفط العراق" صدرت أوامر الأنكلو أمريكان فتوقفت شركات النفط، المستوردون، المصدرون عن شراء نفط العراق. ناقلات النفط العملاقة تلك التي كانت متوجهة إلى البصرة والفاو حولت مسارها عن البصرة والفاو. أنابيب النفط التي كانت تضخ النفط إلى الغرب أغلقت بسدادات محكمة فلم تعد تصل قطرة واحدة إلى الغرب.
    "يا أصدقاءنا وأصحابنا حاصروا العراق. أوقفوا البيع والشراء معه". انطلقت أبواق الأنكلو أمريكان في شرقي الأرض وغربيها فوجدت الأرض نفسها تتوقف عن الدوران في العراق. جبالها، وديانها، أنهارها، أهوارها، كلها توقفت عن الحركة، تجمدت في مكانها كجبال الجليد. منافذ الحدود كلها أغلقت، حركة الطيران توقفت، وغدا العراق كله جزيرة في بحر لا يربطها بالعالم جسر ولا تصل إليها سفينة. "يا أنصار الأنكلو أمريكان اتحدوا" حملت موجات الأثير إلى كل مكان نداءات لندن وواشنطن فهب الأنصار من كل مكان وقد باتوا أتباعاً وحواشي في بلاط إمبراطور العالم، الحاكم بأمره جلت قدرته، جورج بوش العظيم. أليس الناس كلهم، لا رجال مصر فقط، عبيداً لمن غلب؟ جورج بوش غلب، بل كان قد سجل أعظم انتصارات الأنكلو أمريكان: هزيمة الاتحاد السوفييتي ومعسكره الاشتراكي. كيف إذن لا يسارع الممالئون، المنافقون لتمسيح جوخ بذلته؟ كيف لا يصفقون لكل ما يقول؟ يباركون كل ما يفعل؟ "هو إمبراطور العالم، إذن أمره مطاع وسيفه قطاع. يدين غزو العراق؟ إذن الكل يدينه. يقول إنه عدوان وبغي إذن هو عدوان وبغي. يريد عودة كل شيء كما كان، إذن، ليعد كل شيء كما كان. لكن حاكم بغداد يبتسم من بغداده، قلعة الصمود، تبسم الساخر. "لا شيء يعود كما كان. ثمة أمر واقع ولا بد من احترام الأمر الواقع، متغيرات جذرية حدثت ولا بد من التعامل طبقاً لتلك المتغيرات" جواب صدام على رأس لسانه. ثم تأتي ردود فعله من جنس فعل الآخر. مقابل كل حركة حركة. "نرفض احتلال الكويت" تصرخ أبواق الأنكلو أمريكان فيعين صدام علاء الدين حسين، ابن الكويت، حاكماً للكويت. "لا نقبل إلا بالانسحاب الفوري" فيعلن صدام الكويت محافظة من محافظات العراق. تماماً كما كانت أيام الاستعمار العثماني تابعة لولاية البصرة. يحركون الأساطيل، الجند، الطائرات إلى الخليج، يحرك هو الدبابات والمصفحات إلى حدود الكويت الأخرى، يضربون الحصار على العراق، تضع بغداد يدها على الأمريكان، الإنكليز، الفرنسيين، البلجيك الهولنديين... ممن تجدهم على أرض العراق. "هم رهائن، محتجزون هنا إلى أن ترفعوا حصاركم عن العراق وتوقفوا ارتهانه".
    باقر يتابع الأحداث بلهفة وتوجس. معسكر الحاصباني، العالم كله يتابع الأحداث بلهفة وتوجس، وهي تترى سريعة متلاحقة مثلما الأيام تترى سريعة متلاحقة. فلا يفيق باقر على ما نام عليه ولا ينام على ما أفاق. المعسكر، مثلما العراق تجمد، لم يعد ثمة من يفكر بعملية، تدريب، مهمات. كانوا كلهم يرصدون ما يجري هناك في الشرق عند بوابة الوطن، والأزمة تكبر. أمام أعينهم تكبر ككرة من ثلج تتدحرج على سفح جبل. نمر متشائم، بل يزداد تشاؤمه يوماً بعد يوم: يسار شكاك ساخر لا يفتأ يوجه الاتهامات للنظام في بغداد. أبو الليل بين بين. أحياناً يجده باقر متحمساً فرحاً سعيداً وأحياناً أخرى منكمشاً حذراً خائفاً. باقر نفسه خائف. موجة الفرح الأولى انحسرت لتترك أثرها مزيجاً من خوف وشك، لا تزيده نقاشات الرفاق إلا سوءاً.
    ـ ورطة، ما أظنها إلا ورطة، قال نمر ذات مساء وقد استمعوا لمارغريت تاتشر تهاجم صدام حسين. "يحتمي بالأطفال والنساء!! يحتجز مواطنينا رهائن، شأنه شأن أي إرهابي قذر!؟ إذن سنلقنه درساً لن ينساه أبد الدهر".
    ـ لا ورطة ولا ما يحزنون، رد أبو الليل محتجاً. احتجاز الغربيين كرهائن هو عين الصواب، فليبارك الله صداماً!!
    ـ ماذا تقول يا رجل؟ تدخل باقر بكثير من الضيق. صدام يغوص بالوحل أكثر وأكثر ونحن نغوص معه. ألم تسمع ما قالته المرأة الحديدية؟
    ـ وهل تصدقها؟ سأل يسار ساخراً. إن هي إلا لعبة، مؤامرة، الكل شركاء فيها.
    ـ ماذا تعني؟ تدخل أبو الليل، هو الذي يكره لغة التشكيك كل الكره. مؤامرة!؟ كيف؟
    ـ منذ البداية، هي مؤامرة مدبرة، اتفاق على كل شيء. بوش أوعز لصدام: احتل الكويت، احتل الكويت. ضمها للعراق، ضمها. احتجز الرهائن، احتجزهم. أم تظن أن هناك حاكماً واحداً في وطنك العربي يتصرف من تلقاء نفسه؟ هي أوامر تأتيهم فينفذونها.
    ـ وهذا العجيج والضجيج، لماذا إن كان مؤامرة هم فيها شركاء متفقون على كل شيء؟ سارع أبو الليل للرد في عينيه مزيج من استغراب وغضب.
    ـ هذا ما يسمونه في الأفلام والمسلسلات: الموسيقى التصويرية.
    ـ لا، لا، مستحيل، قال نمر.
    ـ يسار، أنت تخلط الهزل بالجد. تهرف بما لا تعرف، تابع أبو الليل، وقد وجد فكرة يسار بالغة السخف.
    ـ بل أنا جاد كل الجد، رد يسار بحماسة أكثر، واثق من صحة كل ما أقول، وإلا كيف تفسرون عنتريات صدام وبهلوانياته؟ تحديه لأمريكا وبريطانيا بل العالم كله، وهو وحيد أوحد؟ وبدا السؤال بالغ الأهمية لباقر.
    ـ حقاً؟ تابع الفكرة متسائلاً، كيف يمكن أن يفعل ذلك؟ بل من في العالم يستطيع اليوم أن يتحدى سيدة العالم ذات الهيمنة والسيطرة؟ غورباتشوف نفسه يطأطئ رأسه صاغراً أمام بوش، يسير وراءه إن التقيا كأي تابع من أتباعه.
    ـ لا، لا، ليس الأمر هكذا. بدأ أبو الليل مستنكراً لكن سرعان ما قاطعه يسار.
    ـ ماذا، إذن؟ ملاكم من وزن الريشة يواجه محمد علي كلاي. يتحداه، كيف؟ من أين جاءته تلك القوة؟ تلك الجرأة إن لم يكن قد اتفق معه من قبل على اللعبة وتمثيل الأدوار.
    ـ أنا مع يسار، سارع باقر لتأييده، صدام يفعلها. أنا أعرفه. هو من الأساس متفق مع الأمريكان. لا يفعل شيئاً إلا بأمرهم. نحن نعلم ذلك. على يقين كامل منه وإلا لماذا يحارب الشرفاء؟ لماذا يشرد المناضلين؟ لماذا ملايين العراقيين باتوا خارج العراق؟
    ـ هذه مسألة أخرى، باقر، أجاب نمر، علاقة صدام بالقوى والأحزاب في العراق شيء ودخوله إلى الكويت شيء آخر.
    ـ لا، هما شيء واحد، رد باقر مؤكداً على كل كلمة.
    ـ كيف، وقد فرحت فرح الأطفال بما فعل؟ وتلجلج باقر حائراً لا يدري ما يقول.
    ـ كلنا فرحنا، سارع أبو الليل لنجدة باقر. من المحيط إلى الخليج، الإنسان العربي يفرح بإزالة أي حدود. هو بحسه الفطري ضد التجزئة، يبارك كل شكل من أشكال الوحدة. أتذكرون يوم الوحدة بين سورية ومصر؟ بين هذين البلدين واليمن؟ أنا أذكرها جيداً. أعراس حقيقية قامت في شرقي الوطن وغربيه، فمن لا يفرح بالوحدة؟ من لا يسعده إنهاء هذا التمزق؟ ذلك الشتات؟
    ـ بالقوة؟ سأله يسار.
    ـ وهل هناك وسيلة أخرى؟ رد أبو الليل. صدقوني ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. وحدتنا أخذت بالقوة، إذن ينبغي أن تسترد بالقوة. فلسطيننا أخذت بالقوة، أنستردها بغير القوة؟
    ـ الغرب لا يوافق.
    ـ ليذهب الغرب فليبلط البحر. صاح أبو الليل ملء صوته.
    ـ أخشى أننا نحن الذين سنبلط البحر، رد يسار هازاً رأسه ساخراً.
    ـ كيف!؟ هاهو ذا صدام ضم الكويت، فماذا فعل الغرب سوى البعبعة والجعجعة؟
    ـ صحيح، هو يبعبع ويجعجع الآن. تدخل نمر بنبرته التشاؤمية، لكن سيأتي يوم يفعل فيه شيئاً. يضرب ضربته الساحقة الماحقة.
    ـ لن يستطيع، قال أبو الليل.
    ـ وهذه القوى التي يحشدها في السعودية، الإمارات؟ هذه البوارج، المدمرات، حاملات الطائرات التي يوجهها إلى الخليج؟
    ـ لا قيمة لها. أمريكا لا تجرؤ على دخول الحرب. فيتنام...
    ـ لا، أنا هنا أخالفك. سرعان ما قاطعه باقر، بأذني هذه سمعت نيكسون يقول "نحن لسنا على استعداد لدخول الحرب من أجل أية منطقة في العالم، ما عدا منطقة الخليج. إننا مستعدون لأن ندخل من أجلها حرباً عالمية ثالثة".
    ـ لهذا أنشؤوا قوات التدخل السريع، عاد نمر للتدخل. أقاموا القواعد في البحرين والكويت، قطر والسعودية، حتى إذا ما ظهر أي خطر على النفط ضربوا سريعاً مصدر الخطر.
    ـ أعرفتم إذن لماذا قلت هي مؤامرة؟ هتف يسار فرحاً وقد جرت الريح بما تشتهي سفينته. لعبة دخلها صدام وأمريكا معاً لغاية.
    ـ أية غاية؟ سأل أبو الليل باحتجاج شديد.
    ـ ها! أنا أقول لك. تدخل باقر وقد رأى صاحبه يتلجلج حائراً، الغرب يريد إعادة الاستعمار الكولونيالي إلى منطقة الخليج. أنا نفسي قرأت تحقيقاً قديماً عن هذه القضية.
    ـ ما الذي تقوله؟ سأل أبو الليل، فتابع باقر:
    ـ أجل، جنرال بريطاني عجوز جاء قبل عشر سنوات إلى منطقة الخليج. رآه أحد الصحفيين اللامعين فحاوره... توقف باقر لحظة، فحثه الكل بأعينهم وأيديهم لهفة وفضولاً. عندئذٍ تابع:
    "أتدرون ما قاله ذلك الجنرال العجوز؟"
    ـ ما قال؟ سأله نمر هذه المرة.
    ـ الاستعمار غير المباشر لم يعد كافياً لضمان نفط الخليج. لهذا السبب أبحث هنا عن كيفية إعادة الاستعمار المباشر: قواعد وجند، طائرات وبوارج، ويصبح بيدنا كل شيء فلا يهددوننا بقطع النفط أو زيادة أسعاره.
    ـ صحيح، صاح أبو الليل مثنياً، أحد أقربائي كان مهندساً يعمل في الإحساء وقد شارك في بناء مدينة حديثة لا تصلح إلا لسكنى الأجانب: مسابح ومنتزهات، بارات وسينمات.
    ـ لهذا، لم يتستر الجنرال البريطاني العجوز على مهمته. هناك مدن تقام في الخليج، مطارات ومرافئ، استعداداً للحظة الحاسمة، وهاهي اللحظة الحاسمة قد جاءت كما خطط لها الجنرال العجوز وكما صرح بذلك علناً لذلك الصحفي البارع اللامع.
    ـ إذن، كل شيء بخطة وترتيب، سأل نمر وقد فاجأته معلومات باقر.
    ـ بالطبع، بل إن الجنرال العجوز قال بوضوح حينذاك، سندفع الأمور دفعاً بالاتجاه الذي نريد وسنجعل حكام الخليج بأنفسهم يطالبون بعودتنا. نختلق الذريعة التي تجعل وجودنا عندهم ضرورة حتمية لا غنى عنها.
    ـ قد فعلوها إذن. وهاهم الحكام يطالبون اليوم بهم، يريدون حمايتهم.
    ـ هي ذي المؤامرة، هتف يسار فجأة، الذريعة التي قصدها الجنرال العجوز. صدام يصبح بعبعاً مخيفاً، فيتذرع به الملوك والأمراء ويطالبون الأنكلو أمريكان بإرسال أساطيل وطائرات كي تبعد عنهم شبح البعبع وخطر البعبع.
    ـ لكن، ماذا يستفيد صدام؟ ما تراها غايته؟ وجه أبو الليل سؤاله إلى يسار لكن باقراً هو الذي أجاب:
    ـ ها! صدام يصبح بطلاً قومياً يصفق له العرب جميعاً. فرح يسار وصفق لفكرة كان يؤمن بها لكنه لا يستطيع التعبير عنها، فيما بدا نمر أقرب للتصديق منه للشك، فالحكام العرب في نظره مدانون جميعاً إلى أن يثبتوا براءتهم، لكن أبا الليل ظل يلوح برأسه يمنه ويسرة:
    ـ لا، لا، الأمر أخطر بكثير وأعقد بكثير من أن تنظروا إليه بهذه السذاجة.
    وكان الخليج بركاناً يجيش دون أن يدري أحد متى ينفجر، كما كان العالم كله يغلي ويفور. بعضه مع الأنكلو أمريكان، بعضه مع بغداد وبعضه الآخر في حيرة وتردد. القوات تتحرك، الأساطيل تمخر عباب المحيطات، حاملات الطائرات تسرع مهرولة وكلها تتجه إلى الخليج. "انسحب من الكويت أو دمرنا العراق كله". راحت التهديدات تشتد، وأسرع فاعلو الخير يدلون بدلائهم: الجامعة العربية، فرنسا، الاتحاد السوفييتي والكل يريد نزع فتيل القنبلة.
    ـ سيدي الرئيس، انسحب من الكويت. أرجوك يا سيدي الرئيس، قال رئيس الجامعة، عصمت عبد المجيد، لصدام حسين وهما يلتقيان للمرة الثالثة.
    ـ كيف؟ الكويت أرض عراقية، أينسحب المرء من أرضه؟
    ـ لكنك تعلم، سيدي الرئيس. هناك أمر واقع في الوطن العربي لا بد من احترامه.

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-11-25, 05:03