كان محسن قد ذهب إلى الكلية الحربية وكان قد غدا ضابطاً بنجمة ذهبية لامعة حين بنى بفاطمة وذهب إلى بغداد. محسن تنقل وتحرك، وحدته العسكرية كانت تكلف بالمهمات الصعبة بل أيام الحرب مع إيران، خاض محسن، كما روى لي القادمون من البصرة، معارك طاحنة. جرح في بعضها ونال أوسمة على بعضها الآخر، كما حصل رتباً إلى أن صار مقدماً في الحرس الجمهوري. تصوروا ابن عمي يحرس عدوي!! مع ذلك لم يكن باستطاعتي أن أكرهه، هو ابن عمي وزوج أختي فاطمة التي أحبها اكثر من كل شيء في العالم، فكيف أنت اليوم يا فاطمة؟).
***
فاطمة فرحة سعيدة إلى درجة النشوة، بل العراق كله فرح سعيد إلى درجة النشوة. لقد عادت الكويت إلى الوطن الأم. مدن العراق، قراه، كلها تهزج فرحاً بعودة الكويت. بغداد تتلألأ أنواراً وزينات بهجة برجوع الغائب إلى أهله. أبو نواس، الرشيد، الكاظمية، المنصور، العامرية، شوارع بغداد كلها ترقص طرباً وغبطة. مقاهيها لا تنام. رجالها، نساؤها، أطفالها كلهم يهزجون، بل في كثير من الساحات تعقد الدبكات ويرقص الرجال بالسيوف. محسن بنجومه المذهبة وأوسمته اللامعة يرقص، أولادها الثلاثة يرقصون، ومكبرات الصوت تملأ ساحات بغداد أهازيج فرح وأناشيد حماسة.
ـ أتسمعين؟ كم هو رائع أن نلم شتات هذا الوطن، فيصبح دولة واحدة بعلم واحد وجيش واحد من بغداد إلى تطوان؟
ـ نلمه بإذن الله. طالما هناك رجال، الرجال يصنعون المعجزات. ردت فاطمة وهي تقوده إلى الديوان، يجلسان جنباً إلى جنب يظللهما جناحا الحب والرغد.
ـ والنساء أيضاً. نحن نؤمن أن الرجال بلا نساء لا يصنعون شيئاً.
ـ حقاً، ابن عمي!! أتؤمنون بذلك؟
ـ وهل تشكين؟
ـ لا أدري. أحياناً أجد أناساً بينكم لا تقل أفكارهم تخلفاً عن الحاج صويلح. أتذكر الحاج صويلح؟ محسن يتذكر الحاج صويلح جيداً، لقد كان أعتى عتاة المتمسكين بالملكية في البصرة، المدافعين عن فيصل وحاشيته حتى أنه حزن كل الحزن يوم سحلوا نوري السعيد في الشوارع، وأعلن عليه الحداد.
ـ ربما، بيننا أناس كالحاج صويلح. رد محسن وقد عاد بذاكرته بعيداً إلى الوراء، لكن الأغلبية في الحزب ثوريون يريدون قلب المجتمع رأساً على عقب، تغييره تغييراً جذرياً، يقضون على هذا الموات فيه ويبعثونه للحياة.
ـ آه! محسن!! كم أحلم أن نخلص من هذا التخلف!!
ـ سنخلص، صدقيني. نحن أعلنا حرباً على الجهل والأمية، والجهل والأمية ساقا التخلف اللتان يسير عليهما. اكسريهما يقعد التخلف عاجزاً كسيحاً. وضحكت فاطمة ضحكة السعادة فقد كان محسن دائماً مغرماً بالصور البلاغية. وكانت فاطمة تعبده لصوره البلاغية تلك. أول مرة لفت انتباهها كانت في السادسة عشرة من العمر وكان هو في العشرين. انتهز فرصة وجودها على السطح وحيدة، تجهز قعدة المساء والبدر أول طلوعه من الشرق. صعد الدرج لكن دون أن يصل إلى السطح. هناك، في أعلى السلم وقف يترنم ببيتين لا تنساهما فاطمة أبداً. كان يريدها أن تسمعه، وكان في الوقت نفسه يرعى حرمة البيت والقربى، فراح يترنم.
نشرت ثلاث ذوائب من شعرها
في ليلة فأرت ليالي أربعاً
واستقبلت قمر المساء بوجهها
فأرتني القمرين في وقت معاً
منذ تلك اللحظة هوى قلبها مرتمياً بين راحتي محسن وسرعان ما أمسك به ثم لم يفلته بعد ذلك قط.
ـ يعني، لديكم في القيادة يؤمنون حقاً بمساواة المرأة بالرجل؟ سألته فاطمة بكثير من الحب.
ـ كيف لا؟ نحن كلنا نؤمن أن المجتمع يقوم على ساقين هما الرجل والمرأة.
ـ الله!! هو ذا الكلام الجميل!! ساقا المجتمع أختان توأمان فكيف يريدونه أن يمشي بساق واحدة؟
ـ ها، هو ذا ما يقوله حزبنا: حين انقسم المجتمع إلى حرملك وسلملك أصبح الحرملك عبئاً على السلملك وعدواً له: نصفين متضادين متناقضين، فماذا حصل؟ أصيب المجتمع بالفصام.
ـ ما الفصام هذا؟ سألته فاطمة التي قصم الزواج المبكر ظهر دراستها فلم تتجاوز الصف العاشر.
ـ الفصام أن يكون للشخص الواحد شخصيتان مختلفتان، كلتاهما تناقض الأخرى وتعمل ما يعاكسها فتلغي الأولى ما تفعله الثانية والعكس بالعكس.
ـ تعني العطالة؟
ـ بالضبط، وعطالة المجتمع تعني توقفه عن الحركة والتقدم.
ـ يا إلهي!! كم علينا أن نتقدم!! كم ينبغي أن نكافح التخلف!
ـ وهذا ما نطرحه. ألم تسمعي؟ نريد محو الأمية، إزالة الفوارق الطبقية، تحقيق المساواة، العدالة الاجتماعية من أجل هدف واحد بعيد.
ـ صنع دولة حديثة وعراق صناعي متقدم؟ تابعت فكرته وقد توقف لحظة من الزمن ربما شارداً مع أحلام زاهية لا تفتأ تلوح له.
ـ صحيح، صنع عراق مصنّع متقدم. يحرق المراحل ويقفز فوق حاجز التخلف لاحقاً بركب الحضارة. حينذاك فقط يمكنه بسهولة أن يحقق الوحدة!؟
ـ الوحدة!! يا إلهي!! ما أجمل أن يتحقق هذا الحلم!!
ـ سيتحقق. رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، وقد بدأنا هذه الخطوة. ترى ألم تصبح الكويت المحافظة التاسعة عشرة؟.
مارغريت تاتشر تسمع السؤال فترد بعصبية شديدة وغضب أشد.
ـ لا، لن تصبح الكويت المحافظة التاسعة عشرة. هذا الغزو جريمة نكراء يجب أن ننزل بمرتكبها أشد العقاب. ويرتجف مجلس العموم أمام قبضة المرأة الحديدية وهي تهزها في وجهه مثيرة محفزة، فيهب المجلس كله وهو ينتفض غضباً، وبصوت واحد يرد:
ـ أنزلي به أشد العقاب. نحن معك قلباً وقالباً. سيري ونحن من ورائك.
وتنداح أمواج الصوت مشحونة بالحنق والغيظ تبلغ كاوبوي واشنطن فيرغي بدوره ويزبد.
ـ أولئك في الكويت حلفاؤنا، مرافئهم قواعد لنا، نفطهم يصب في خلجاننا، فكيف نتخلى عنهم؟ وهب جيمس بيكر لنجدة الحلفاء. لندن، باريس، القاهرة، الرياض؟ طائرته لا تحط إلا لكي تطير. رأى اللاجئ المشرد في الرياض فبكى عليه دموعاً لا أغزر ولا أسخن.
ـ بعد ذلك العز، تصبح مجرد منفي لاجئ!؟
وبكى معه الأمير اللاجئ وقد حنى الدهر ظهره فلم يعد يستطيع رفع رأسه، شيّب شعره وكأنما لم يعد في العالم صباغ.
ـ أرأيت؟ أنا حليفكم المخلص يفعلون بي ذلك، فماذا سيفعلون بالآخرين؟ ماذا سيحل بسمعتكم وهيبتكم!؟ أنا واثق أن أحداً بعد اليوم لن يثق بكم، لن تبقى لكم مصداقية فيبتعد عنكم العالم، ولا يظل لكم حليف.
ـ خسئوا! سنفعل المستحيل لإثبات مصداقيتنا. اطمئن، أنت حليفنا وفي عهدتنا، وإعادتك إلى الكويت مسؤوليتنا.
ـ حقاً ستعيدونني!؟
ـ أو تشك في ذلك؟ سأله بعد طول تمعن.
ـ ما أدري. والله ما أدري. الأيام تمر وأنا أسمع جعجعة ولا أرى طحناً.
ـ سترى الطحن. لقد دبرنا كل شيء وفكرنا بكل شيء. الفخ نصبناه بأيدينا وقد وقع فيه. لوحنا له بالطعم فالتهمه. لم يعلم أنه مجرد طعم. الآن نحن سعداء بل أنت نفسك يجب أن تكون سعيداً.
ـ كيف أكون سعيداً وقد فقدت إمارتي؟ رد اللاجئ المشرد وقد توقف دماغه عن استيعاب ما يقوله الوزير الأمريكي شديد الصلف والغطرسة.
ـ أوه!! بودي أن تكون أسرع فهماً!! نحن أردنا من صدام أن يخطئ، أن يغريه الطعم فيلتهمه. حينذاك ننقض عليه ونقصم ظهره.
ـ حقاً، ستقصمون ظهره!؟
ـ لماذا إذن نخطط ونتعذب؟ الجيش العراقي صار جيشاً قوياً يهدد أمن إسرائيل، يخل بالتوازن الاستراتيجي في المنطقة. غايتنا أن نقضي على هذا الجيش.
ـ ويصبح العراق ضعيفاً بلا جيش، مثلنا مثله؟
ـ بالطبع. حرب إيران كلها كانت من أجل هذه الغاية. حرضنا طهران على بغداد وبغداد على طهران وقلنا "ناب كلب بجلد خنزير، ليصفِّ واحدهما الآخر نرتح منهما كليهما"، لكن المخطط أخفق، بل خرج الجيش العراقي أقوى من ذي قبل، فكيف نسكت عنه؟ كيف لا نخطط لإبادته؟
ـ يا إلهي!! هي ذي فكرة عبقرية! فكرة عبقرية!! راح الأمير الهارب يهتف فاركاً يديه الواحدة بالأخرى.
ـ ثم هو يريد رفع أسعار النفط، يريد خمسة وعشرين دولاراً ثمن البرميل الواحد. وقح هذا الرجل!! جشع! طماع! لكأن النفط ملك أبيه. يرفع الأسعار ويجعل أبناء الغرب يعانون. قلنا لك أغرق الأسواق بالنفط، خفض الأسعار، ألا تذكر؟
ـ كيف لا، وقد أغرقت الأسواق وخفضت الأسعار حتى صار البرميل بعشرة دولارات؟ وقهقه اللاجئ الشريد وقد نسي تشرده ولجوءه.
ـ بهذه الضربة سنحرم ابن أنثى من التفكير برفع الأسعار. نحن نريد نفطاً رخيصاً. المستهلك لدينا يريده كالماء متوفراً رخيصاً، وكل من يهدد ما يريده مستهلكنا يمسح عن وجه الأرض.
ـ حياكم الله يا أصدقائي!! حياكم الله يا حلفائي!! هذا البعبع المخيف أريحوني منه!! هذا السفاح المجرم اقضوا عليه!!
ـ لماذا إذن جررناه إلى الشرك؟ هز رأسه وزير الخارجية الماكر هزة مكر ثم ضحك. لا، لا، كل شيء بحسبان.
ـ يا إلهي!! لو قلتم لي ذلك فقط ما كنت قد خفت كل ذلك الخوف. صدقني، عزيزي جيمس، كنت وأنا في قصري أرقص خوفاً منه في بغداد.
ـ هو ذا ما كنا نبغيه: نرخي له الحبل إلى أن يتمادى.
ـ يتمادى وحسب؟ تصور يريدني أن أعفيه من الديون؛ عشرة مليارات دولار، تصور، وفوق ذلك يريد مليارين آخرين، كأنه يريد أن يقاسمني إمارتي، يريد أن ينهبني. لا، والأنكى من ذلك يريد حقل نفط بكامله وجزيرتين يجعل منهما قواعد بحرية، هنا، تحت أنفي. وفجأة توقف ثم تفحص الوزير القادم من واشنطن. بعدئذٍ تابع: ما أريد أن أعلمه فقط لماذا تركتموني وحدي في مواجهته طوال تلك المدة؟
ـ هي ذي أصول اللعب.
ـ أصول اللعب أن تسمعوا تهديداته وتسكتوا؟ أن تذهب سفيرتكم في بغداد فتقول له: "نحن نعتبر ما بينكم وبين الكويت شأناً داخلياً ونحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول؟"
ـ أجل... أجل!!
ـ لا، أنا لا أفهم. تميتونني خوفاً وتقولون أصول اللعب؟
ـ يا صديقي الذكي! لو لم نفعل ذلك كيف كان سيغزو الكويت؟ لو لم نتظاهر بالتخلي عنك كيف كان سيجرؤ على التهام الطعم؟
ـ آ! الطعم!! قلت لك الطعم!! راح يردد بلهجته البدوية وأكره ما يكرهه أن يتحول هو وإمارته إلى طعم.
ـ أجل. القرش تصيده بطعم، الحوت تصيده بطعم، بل حتى الليث الضرغام تصيده بطعم.
ـ صح. في هذا تقول الصح!!
ـ الآن أمسكت السنارة بالقرش فأين يفلت؟ سنمزقه إرباً إرباً!!
ـ يا إلهي!! كم سأكون سعيداً!!
ـ ألم أقل لك الآن يجب أن تكون سعيداً؟ في ذهننا خطة كبيرة، قال وهو يشير إلى رأسه. خطة جهنمية تقضي على العراق: جيشاً، صناعة، اقتصاداً، طرقاً، جسوراً، مياهاً، كهرباء، بل حتى بشرا وإلى الأبد.
ـ الله!! هو ذا الحلم! عراق ضعيف لا يشكل خطراً ولا تهديداً.
ـ ولسوف نحقق لك هذا الحلم!! تأكد، سوف نحققه. الكاوبوي بارع دائماً في سوق الثور إلى حيث يريد، في حصاره، ثم إسقاطه وذبحه. بالأنشوطة يوقع الثور، يلفها حول عنقه ثم يسقطه وحين يسقط الثور يسهل عمل السكاكين!!
ـ وسكيني أولاً!! أجل، سأغرز سكيني في عنقه!! ثم أشرب من دمه. أجل، سأشرب من دمه!! ورقص شيء ما في صدر الوزير القادم من واشنطن وهو يرى شرر الحقد يتطاير من عيني اللاجئ الشريد.
ـ فقط نريد المال، انتهز الوزير الفرصة للتو.
ـ المال؟ ملعون أبو المال!! صاح الأمير المنفي وقد التهبت نخوته العربية وفارت أريحيته. أموالي كلها، إمارتي كلها تحت تصرفكم. اطلب وتمنَّ عزيزي جيمس!!
ـ لا، نحن لا نريد الكثير الآن. فقط عشرة مليارات.
ـ عشرة وحبة مسك، فقط أعد لي إمارتي. خلصني من ذلك الوحش المرعب. وبالسرعة التي كان ينطق بها لسانه الكلمات، كانت يده تخط على شيك أرقاماً وحروفاً تتيح للعزيز جيمس أن يقبض من مصارف نيويورك عشرة مليارات من الدولارات. طوى جيمس الشيك على مهل وهو يبتسم ثم همس في أذن الأمير.
ـ الآن، ضع يديك ورجليك في ماء بارد. الخطة منذ اللحظة قيد التنفيذ.
باقر لم يخطر بباله أن هناك مثل تلك الخطة. لكن نمراً وأبا الليل بل جماعة المعسكر كلهم كانوا في حالة توجس.
ـ أنا خائف، خائف. قال أبو الليل ذات مساء وهم يرشفون كؤوس الشاي.
ـ على من؟ سأل يسار الذي كان قد عاد من حادثة الحانة بجرح في خده وخدوش في صدره وذراعيه لما تشف بعد.
ـ على العراق، أجاب أبو الليل، هو الذي لم يخفِ فرحته يوم سمع بضم العراق للكويت.
ـ لا، لا تخف على العراق، إن كانت مؤامرة فهي على صدام، وكم أرجو أن تنجح فتخلصنا منه. تدخل باقر وهو يكز على أسنانه حقداً على حاكم بغداد.
ـ لا، لا، المسألة تتعدى الفرد. المؤامرة على العراق كله، شرح نمر وهو يحدق إلى باقر تحديقة العتب واللوم، والعراق بلدك، شعبه شعبك وجيشه جيشك.
ـ أياً كان، ليس أحب على قلبي من إسقاط ذلك النظام في بغداد، نظام الدكتاتورية والبغي، الجور والعدوان.
ـ يا سلام!! لو استلمتم أنتم ستكونون أحسن!! علق أبو الليل بكثير من السخرية.
ـ لم لا؟ رد باقر باندفاع غريزي.
ـ رأيناكم أيام عبد الكريم قاسم!! الزعيم الأوحد، الفرد الصمد!؟ تابع تعليقه وهو يعلم أن ذلك قد يجره إلى معركة حامية الوطيس مع باقر.
ـ عبد الكريم قاسم خير من صدام. بدأ باقر رده لكن سرعان ما قاطعه أبو الليل.
ـ أنا لا أقول صدام خير من قاسم أو قاسم خير من صدام. بل أقول: هنا حكم الفرد الواحد الأحد، وهناك حكم الفرد الواحد الأحد. ما عدا ذلك لا يعنيني.
2017-07-09, 06:40 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم
» عضو من عائلة أبو هاشم بمصر
2017-07-08, 18:28 من طرف Hany
» مربعانية الشتاء
2017-07-08, 08:59 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم
» ونذرت شعري للمسرى
2017-07-08, 08:57 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم
» عايد أبو فردة يشهر كتابه «ديوان السامر الفلسطيني»
2017-07-08, 08:54 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم
» "وادي الكلاب".. خربة لا ترى النور ---- قرية الصرة
2017-07-08, 08:26 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم
» طموح مواطنو قرية الصرة في دورا - الخليل
2017-07-08, 08:20 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم
» دعاء لشهر ذي الحجة 1437
2016-09-03, 20:29 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم
» صورة وجهاء عائلة أبو هاشم
2016-09-03, 19:53 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم
» اثناء العمل ... فارس طه ابو هاشم
2016-09-03, 19:14 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم