الاسرة في الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

الاسرة في الاسلام

الاسرة هي اللبنة الاولى في بناء المجتمع فان كانت قوية متينة كان المجتمع كذالك قويا متينا وان كانت ضعيفة مفككة الاوصال كان المجتمع كذالك فعلى مدى قوتها تتوقف بنية الامجتمع وسلامة موسساته .
لعل هذا الاهتمام الكبير هو الذي جعل جميع المسلمين في كل اقطارهم يحرصون على الالتزام باحكام الاسرة وتنفيذها كما طلب الشارع الحكيم رغم كثرة المحاولات الخبيثة التي هدفت الى الاحاطة بهذا النظام او ببعض احكامه كالتي قام بها اللورد كرومر في مصر ومن سار على نهجه من ابناء المسلمين .
ومما ساعد على بقاء هذا النظام بعيدا عن ايدي العبث والتغيير شمول احكامه لحياة الفرد واحواله مما قبل الولادة الى ما بعد الموت وتناوله لمختلف اوضاع الناس واحوالهم ومراعاته مصالح الفرد والمجتمع على حد سواء يضاف الى ذلك افتقار القوانين الغربية الى نظام متكامل للاسرة فالمجتمعات الغربية تخضع لتعاليم الكنيسة والتقاليد الخاصة بها .
فالاسرة هي حجر الاساس في بناء المجتمع ولها مكانة كبيرة ولهذا اهتم بها الاسلام اهتماما كبيرا ويتجلى هذا في نواح عدة :
1. سن القوانين والانظمة التي من شانها المحافظة على سلامة الاسرة واهتمام الاسلام بالاسرة وضمان تحقيق السعادة والاستقرار الدائم ترافق المرء من المهد الى اللحد كالوصية مثلا .

2. دعا افراد الاسرة الى التزام المودة والرحمة بينهم لاقامة مجتمع قوي متماسك قال الله تعالى ( ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لاليت لقوم يتفكرون )

3. الاحترام المتبادل بين افراد الاسرة ، بين الزوج والزوجة من جهة قال الله تعالى ( ولهن مثل الذي عليهن ) وبين الابناء والاباء من جهة اخرى قال الله تعالى ( وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا )

4. اوجب القران الكريم التكافل الاجتماعي بين لفراد الاسرة فالاسرة في نظر القران الكريم مجموعة متراصة تقوم على اساس التعاون بين جميع افرادها وعلى هذا الاعتبار اوجب القران النفقة للمراة في كل احوالها بنتا واما واختا وزوجة ولا تجبر على العمل ولو كانت قادرة قوية الا اذا تطوعت من ذاتها غير مكروهة اما المجتمع الغربي لا يلزم بالانفاق الا لسن الثامنة عشر وبعدها هي الكلفة بالانفاق على نفسها ولذالك تطر للبحث عن صاحب لها في وقت مبكر وربما يكون في سن الخامسة عشر فبذالك تصبح ضحية لهذا الظلم في مجتمع يزعم انه يحرص على حقوق الانسان واما الاسلام فانه يلزم بالانفاق عليها من الولادة وحتى الوفاة عناية وتربية ونفقة .

نحمد الله الذي من علينا بالاسلام العظيم ، والحمد لله رب العالمين ، والله الموفق .
اخوكم في الله سماحة الشيخ : محمد زياد ابراهيم ابو هاشم