العرس الفلسطيني ذلك الفرح الذي ينتظره الشباب على أحر من الجمر الحياة الجديدة التي تنقلهم إلى عالم المسؤولية والرجولة الصورة الفلسطينية الزاهية والنشرة التراثية الكاملة التي تعاد قراءتها مع كل فرح
العرس الفلسطيني الناطق الرسمي بالأفراح الفلسطينية بأسمى صورها التراثية من بداية تفكير الشاب بالزواج وانهماك الأهل بالبحث عن الفتاة التي تناسبهم وتناسب ابنهم وكما يقولون ( النسب نشب ) و (النسب عز وميكله وعند الغانمين كنوز)
إذا العرس الفلسطيني هو بداية البحث عن هذا الكنز والنسيب له مكانة أسمى وارفع من كل مكانه
يبدأ التشاور بين الأهل والحديث عن البنات اللواتي هن في سن الزواج وكانوا يفضلون صغار البنات مثلهم في ذلك( يا ميخذ الصغار يا غالب التجار) والبنت بتكبر قبل الشب وكانو يفاخرون بذلك ونلمسه من خلال الأغاني وهذه مهاهاة في ذلك
هي يا فلانه صحن تين هي يا مغطى بالياسمين
هي وصلوا ع النبي يا ناس . هي يا عروستنا ما وصلت العشرين .
وكانت تسود العادات والتقاليد بالريف الفلسطيني أكثر من سيادة الثقافة والعلم ونادرا ما تجد من يحاول الابتعاد عن العادات والتقاليد السائدة خاصة في الزواج
وكان العرس الفلسطيني مهرجانا شعبيا ترى وتسمع من خلاله كل ألوان الأغاني والدبكات والرقصات المشهورة والمحببة لدى أهل فلسطين والمتوارثة عن الأجداد مثل أغاني العتابا والميجنا والزجل و الدلعونا
وقد تميز العرس الفلسطيني بأغانيه الشعبية التي ينظمها ويلحنها شعراء القرية أو المدينة الفلسطينية، والتي تعكس الحالة النفسية لأهلها والعادات والتقاليد الاجتماعية، وهي الإرث الذي يتوارثه الأبناء عن الآباء بكلماته وألحانه.
وتشكل الأغاني الشعبية حلقة الوصل بين الماضي والحاضر، وتعلق المواطن الفلسطيني بأرضه، وحبه الشديد لقريته، وحرصه على حماية تراثها. وتحفظ هذه الأغاني شخصيته وعواطفه وهمومه باللهجة العامية المتداولة في كل قرية أو مدينة، وتمدح شباب هذه القرية ونسبها وحسن نباتها. وإن كانت بعض الأغاني تشترك فيها كافة المدن والقرى الفلسطينية مثل "الدلعونة يا ظريف الطول"، وكذلك "المهاهات والعتابا"، ولكل واحدة من هذه الأغاني موضع معين تقال فيه في الأعراس وفق مراحل الزفاف، ويصاحبها الدبكة على نغمات الشبابة (الناي)، ويقوم بأدائها مجموعة من الشبان والصبايا، ويكون على رأس هذه الفرقة اللويح الذي يحمل منديلاً مجدولاً او عصا يقود الفرقة وينظم حركاتها، ثم ينفرد اللويح بعد الانتهاء من مقطع "على دلعونا" عن المجموعة ويقوم بحركات رشيقة ملوحا بمنديله ومتجولا أمام الحلقة
، وفي الليل على ضوء اللوكسات، حيث يسهم شعراء زجالون ويتبارى اثنان منهم في حلقة السحجة حيث يكون الرجال قد اصطفوا جنبا إلى جنب يصفقون حسب نغمة الغناء ولازمته الشعرية التي يرددونها مع السحجة مثل يا حلالي يا مالي، دحي يوبه دحي يوب، مفتي العرب مفتي العرب، أو يرددون آخر الشطرة من البيت الشعري أو الزجلي؛ ويطرح الشاعران موضوعا يتحاوران فيه، ويحتد الحوار أحيانا حتى ليخال للمرء أنهما سوف يتقاتلان ويستلان السيوف على بعضهما؛ ولكن ما هي إلا إثارة وتشويقا ينتهي بالمصالحة طبعا، لأنه لم يكن هناك خصام أصلا، وبالعناق والهتاف من قبل الجمهور والتصفيق والفرح والزغاريد.
ومن منطلق هذه العادات والتقاليد يبدأ البحث عن الفتاة المناسبة وكذلك يتوقف قبول أهل الفتاة على هذه العادات والتقاليد فهي تحكم كلا الأطراف
فالبحث عن الاصيله والبحث عن الخال من اهم الركائز التي يستند عليها الاهل في البحث عن الفتاة المنشودة
"المال، الجمال، الحسب، الدين" لهذه الأسباب الأربع تنكح الفتاة، إلا الفتاة الفلسطينية فإنها تنكح لحسبها ونسبها بغضّ النظر عن جمالها أو غناها ولهم اقوال مأثورة في ذلك:
اللي ما بنفقوها خدودها بنفقوها جدودها
على صيت أبوها بتواردوها
خذوا البنات من صدور العمات (أي أن سمعة ألعمه تنعكس على بنت أخيها )
ومن الغناء المهاهاة :-
آويها هذي الأصيلة وبنت الأصايل
آويها وهذي التي لا نقال عنها ولا جرى
آويها ولا تعيّرت شبابها في المحاضر
آويها ولا حد عيّرها ولا حد عابها
آويها حيد ولا توخذ بنات النزايل
آويها لا تؤخذ إلا البنت لو كانت الشمس أمها
آويها والبدر أخوها والهلال ابن عمها
آويها عماتها يا زين ما حدا مثلهن
آويها وخالاتها يا زين مثل نجوم الزواهر
وفي الغناء ايضا:-
ما أخذناكِ (يا فلانه ) ولا انقطعت فينــا أخذناكِ بصيت أبوكِ في البلـد زينّا
ما أخذناكِ (يا فلانه) و لا قِلت بنــاتِ أخذناك بصيت أعمامك في البلد باشاتِ
وزواج الفتاة من ابن عمها من الأمور المسلَّم بها في مجتمعنا، حتى أنه انطبع في ذاكرة الناس بأن البنت يجب أن تُزَوَّج لابن عمها، ونراهم يقولون:" ابن عمها حليلها "، حتى وإن لم يكن قد خطبها بعد، وكذلك يقولون:" ابن العم بينَزِّل العروس عن الجمل او الفرس "، أي أنه يستطيع عرقلة زواجها ومنعه حتى لو كانت في هودجها وفي طريقها إلى بيت العريس. ونجد النساء أيضاً يقلن:" آخُذ ابن عمِّي واتغطّى بكُمِّي ". ورغم كل هذا فانهم يؤمنون بالقسمة والنصيب ومثلهم :- (تبقى العروسه على مجلاّها ما بتدري مين بتولاّها)
والناس في مجتمعنا يرغبون في تزويج بناتهم قريباً منهم، إن كان ذلك على أبناء عمومتهن أو على أبناء العائلة المقربين، حتى يكون " ولدها في الفَزْعة وبنتها في الرَّزْعة "، وفيما لو رحل أهلها طلباً للكلأ والمرعى فإنها ترحل مع عائلتها معهم وتظل قريبة منهم لأنها " ترحل مع رحيلهم وتحطّ مع حطيطهم كما هو في المجتمع البدوي
وربما يُفَضَّل زواج الأقارب لدى الكثيرين لمعرفتهم للبنت وأهلها وأصلها وفصلها، وهم يؤمنون بالمثل الذي يقول:" خُذ من طينة بلادك وحُطّ عَ خدادك "، وربما تزيد بعضهن بقولها:" خُذ من طينة بلادك ولَيِّس على خدادك "، ولا شك أن الأم تفضِّل أن تكون ابنتها قريبة منها حتى تكون على مدى الصوت، أي يمكنها أن تناديها وأن تطعمها من " طبخة الخبيزة " على أقل تقدير.
وهناك اسباب كثيره تجعلهم يفضلون الزواج من الاقارب منها :-
• الحرص على عدم انتقال ا لإرث وهو الأرض والتي تعد من أغلى ما يملك الفلسطيني.
• الحرص على سمعة ابنة العم والمحافظة عليها
• إن ابنة العم تتحمل شظف العيش مع ابن عمها مثلهم ( بنت العم حمالة الجفا اما الغريبة بدها تدليل )
وهناك المأثورات الشعبية الكثيرة التي تحض على الزواج من ابنة العم
مثل :- عليك بالطريق لو دارت وبنت العم لو بارت
العوره لابن عمها
ما بحن على العود الا قشره
ما بظلل على الشجره الا شروشها
من طين بلادك حط على خدادك
ابن العم بنزل عن الجمل أو الفرس
وإذا تزوجت الفتاة من غريب تجد أن الأغنية الشعبية تعيب على ابن العم تقاعسه عن خطبة ابنة عمه :-
هي يا ابن العم لا توخذ غريبه قراقرنا ولا قمح الصليبي
هي يا ابن العم يا لطعة بقرنا اجا الغريب شد عا جملنا
هي يا ابن العم يا تل الكنايس بنات العم هي طلعن عرايس
هي يا ابن العم يا خايب يا نايب بنات العم اخذوهن غرايب
وفي مقابل الذم والشتم الذي يقع على خاطب الغريبة، تكال المدائح والأهازيج لخاطب ابنة العم، ونلاحظ ذلك من خلال الأغنية الشعبية التي تكيل المديح لابن العم :
يا ابن العم يا شعري على ظهري إن جاك الموت لأرده على عمري
يا ابن العم يا ثوبي علي إن جاك الموت لأرده بيدي
يا ابن العم يا ثوب الحرير لحطك بين جناحي وأطير
فابن العم في التراث الفلسطيني هو جزء من ابنة عمه مثلما يكون شعرها التي تتزين به أو ثوبها الذي يسترها، وكلا الزوجين يحافظان على سمعة العائلة وشرفها بخلاف الفتاة من خارج العائلة التي تعتبر جسمًا غريبًا، ولا يهتم أهل القريبة في حالة وقوع خطأ في سلوكها؛ لأنها ليست جزءاً من كيان العائلة وخطأها مردود على أهلها.
وهنا لا بد من الإشارة إلى نوع من الزواج اتفق عليه عند ولادة البنت او في السنوات الاولى من عمرها حيث كان الناس في السابق عندما تولد لأحد منهم ابنة أنثى يذهبون ليباركوا لوالدها بميلادها ويطلبونها منه في نفس الليلة، وكان والد الفتاة إذا كان القادم من إخوانه وهو يريدها لابنه فيقول له:" تراها جَتَك عطا ما فيها ردّ جزا "، أي جاءتك بدون مقابل، وبذلك تكون تلك الخطوبة قد بدأت صفحتها الأولى وتبقى تنتظر إلى أن يصل الأولاد إلى سن البلوغ فتكتمل حينها المراسيم من قراءة الفاتحة وغيرها.
وهناك عطية ألجوره وهي عندما تموت زوجة احدهم فيقوم والد الميتة بالإعلان على القبر أن أختها أتته عطية مكانها وهنا عليه أن يقبل أو يرفض وغالبا ما يكون القبول وربما تأتي هذه العطية من غير أهل المتوفاة
وهناك زواج البدل وهو ان يتبادل شابان أختيهما او يتبادل رجلان أبنيتهما ومن هذا المنطلق يقال في المثل :- ( البنت ضرة امها ) وهذا الزواج كان يجر كثيرا من المشاكل والتي يذهب ضحيتها الزوجان المتفقان وهذا الزواج محرم في الشرع ويسمى زواج الشغار .
مع تحياتي
عايد ابو فرده
2017-07-09, 06:40 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم
» عضو من عائلة أبو هاشم بمصر
2017-07-08, 18:28 من طرف Hany
» مربعانية الشتاء
2017-07-08, 08:59 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم
» ونذرت شعري للمسرى
2017-07-08, 08:57 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم
» عايد أبو فردة يشهر كتابه «ديوان السامر الفلسطيني»
2017-07-08, 08:54 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم
» "وادي الكلاب".. خربة لا ترى النور ---- قرية الصرة
2017-07-08, 08:26 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم
» طموح مواطنو قرية الصرة في دورا - الخليل
2017-07-08, 08:20 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم
» دعاء لشهر ذي الحجة 1437
2016-09-03, 20:29 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم
» صورة وجهاء عائلة أبو هاشم
2016-09-03, 19:53 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم
» اثناء العمل ... فارس طه ابو هاشم
2016-09-03, 19:14 من طرف إدارة منتدى عائلة أبوهاشم