الى متى ؟

الى متى ؟؟

قضاءٌ سامَنا خسفاًً مُهينا

بذلّ لظاهُ صِرنا مُكتوينا

هو الغابُ الرهيبُ به فُجعنا

وضِعنا كاليتامى التّائهينا

يُكبّلُنا بقانونٍ هجين

يُناقضُ شرعَ ربِّ العالمينا

وكلُّ قضيةٍ تحتاج عشراً

مِنَ السّنوات أو ردهاً سِنينا

وتُفرَضُ عند تقدمةٍ رسومٌ

تنوءُ بها كواهلُ مُعْدَمينا

وبالتّحقيق تنكيلٌ لعينٌ

كمُفترسٍ رأى صيداً ثمينا

لو الحجّاجُ يوماً قدْ رآهُمْ

سَيُصعق مِن طُغاةٍ مارِقينا

وتبّا لادّعاءٍ في غلُوٍّ

حوى ساديّة المتعّسفينا

تفنّنَ في اقتصاصٍ من ضِعافٍ

ويغفو عن كبار المُجرِمينا

وتوكيلُ المحامي ذاك فرضٌ

ولو أدّى بنا أنْ نستَدينا

كمِنشارٍ سريعٍ دونَ كلِّ

توغّلَ في جسومِ المُبتَلينا

وبالذكر الحكيم سديدُ حُكمٍ

يناصرُ بيْننا حقاً مُبينا

خمائلُ عدلهِ كمْ ظلّلَتنا

فعشنا في أمانٍ هانئينا

يَكُبُّ الغيَّ مقهورا كئيباً

ويُعْلي الرّشْدَ مُنشرحاً مَكينا

وأحكامُ العبادةِ ليس فيها

مجالٌ لاجتهادِ العارِفينا

وأحكامُ الحياةِ تسيرُ وفقاً

لمصلحةِ الهداةِ المُتّقينا

فهذا العادلٌ الفاروقُ ألغى

نصيبَ تألّفٍ قد سادَ حينا

ولم يقطعْ أياديَ عام جوعٍ

وحدةُّ الرّجم منسوخٌ يقينا

و إنَّ عقوبَةَ الإسلامِ جَبْرٌ

تفضّلُ توبَة المتجاوزينا

و تبغي الخيْرَ لا التدميرَ إلاّ

إذا احتاجت لِرَدعِ المفسدينا

ألا يا مَجلس التشريعِ هيّا

لتطبيقِ الشريعةِ مسرعينا

وتلك أمانةٌ حُمّلْتُموها

فصونوها بعَزمٍ صادقينا

لتبتسم الحياةُ لنا أخيراً

ولا نلقى بدنيانا حزينا